محمد عبيد المهيري يكتب: تحركات واعية للإنقاذ

كانت منطقتنا العربية على الدوام، مسرحا للاستهداف والمؤامرات ضد شعوبها والسعي للسطو على مقدراتها وتحويلها إلى وقود للصراعات بين القوى في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

هذه السياسات عادت مجددا خاصة منذ عام 2011، فمن دولنا العربية من سقط في براثن هذه الفخاخ والمؤمرات ومنها من نجى ومنها من يقاوم، وآخرون تولوا دفة القيادة للحفاظ على ما بقي من دول المنطقة ومساعدة من تعرضوا للاستهداف، فالدول العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء للإغاثة والدعم والنصرة.

ومع تصاعد تداعيات حرب غزة المستمرة منذ أكتوبر الماضي، اتسعت دائرة الحرب لتطال المنطقة برمتها وتهدد بإشعالها وتحويلها إلى حلبة للصراعات وتصفية الحسابات على حساب دماء شعوبنها ومقدراتهم، إلا أن دولنا العربية وشعوبها واعية لما يجري من مخططات للتضحية بهم في أتون هذه الصراعات وباتت متيقظة لما يحاك لها.

دولنا العربية أدركت خطورة ما يجري من تصعيد في المنطقة وحذرت منه مؤكدة أن السلام العادل والشامل ورفض العنف والالتزام بالقانون الدولي هو الأساس لسلام عادل وشامل يشمل الجميع وعلى رأسه وقف الحرب على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وقد عبرت عن ذلك سواء على مستوى اللقاءات والاجتماعات مع قادة ورؤساء الدول وداخل أروقة المنظمات الدولية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تحول قادتها ومسؤولها إلى خلايا نحل وإجراء جولات مكوكية ولقاءات لا تتوقف وجهد لا يكل ولا يمل من أجل وقف أي تصعيد قد يحدث في المنطقة لأنه حال اندلاع حرب شاملة سيكتوي الجميع بها وليس منطقتنا فقط بل العالم أجمع.

ولهذا الرسالة وصلت للجميع وقد عبر فولكر تورك المفوض الأممي السامى لحقوق الإنسان، عن هذا الأمر يوم الاثنين الماضي، فقد حذر من أن تفاقم الوضع في الشرق الأوسط ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا مناشدا جميع الأطراف والدول ذات النفوذ إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذى أصبح خطيرا للغاية .

قادة دولنا لم يقفوا عند التحذير فقط من مغبة التصعيد أو القيام بجهود للوساطة والتهدئة، بل يعملوا سويا لمجابهة أية تداعيات تضر بشعوبهم، ناهيك عن الاستعدادات الداخلية لحفظ أمنهم القومي وسيادة وسلامة أراضي دولهم والذود عنها بالغالي والنفيس، لهذا علينا الحيطة والحذر دائما من كل ما يحاك ضد منطقتنا.