الشيخ أشرف محسن يكتب: سوء عاقبة الغضب

كثيرة هى المشاعر التى تخالط النفس والقلب، سواء مشاعر إيحابية أو سلبية، والمعنى العام فى تلك المشاعر أن تكون فى حيز الطبيعى، فلا يبالغ المرء فى مشاعرة حسنة أو قبيحة، إيجابية أو سلبية، وإن كانت المشاعر الإيجابية صحية والمشاعر السلبية مضرة بالصحة.

ومن هذه المشاعر شعور الغضب، وهو فى غاية القسوة والمضرة، فالغضب يؤثر على نفس صاحبه، ويؤثر على من حوله ممن يكون سبب فى الغضب أو حتى لو لم يكن سبب فيه، فربما ضر أناس كثيرين.
والغضب داع إلى الكذب الزور والحلف الباطل والبهتان…..الخ، من دواعى الغضب، وربما تحول الغضب إلى انتصار صاحبه بما يصاحب ذلك من قدرة على الانتقام ممن سبب له ذلك الغضب، ربما بالتعدى باللسان وباليد وربما وصل بصاحبه إلى الوقوع فى الدماء، وما أكثر ما رأينا وما سمعنا من مشاهد لرد فعل الغاضب وسوء تصرفه، وربما وقع فى طلاق زوجه أو قال كلاما يحمل معنى مخالف للدين.

وفى الحديث عن أبى هريرة قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصنى، قال: لا تغضب، فردد عليه مرارا قال لا تغضب.

ومعنى ذلك أن يترك ما يجعله يغضب، فلا يتعرض لما يغضبه،فإذا غضب عليه أن يبعد عن مقتضى الغضب من الانتصار لنفسه فلا يعمل بداعى الغضب، وفى الحديث ليس الشديد بالصُرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب.

وفى الوصية بترك الغضب إنما هو وصية بخير الدنيا والآخرة، وكما قال العلماء: الغضب فيه نصف الشر، إذ الشر يكون من الشهوة أو من الغضب.

والغضب والعمل بداعيه صفة بهيمية فيكون الإنسان متخلق بأخلاق البهائم غير العاقلة وقت غضبه.

وإن قرارت أوقات الغضب لا تكون صحيحة أبدا، ولا يستطيع المرء أن يتحكم فى نفسه إذا تملكه الغضب.

فعلى المرء أن يتحلى بأخلاق تمنعه من الغضب، كالحلم والنجدة والشهامة والكرم والمروءة، وأن يحسن خلقه، ومن يغلب غضبه عليه أن أن يدرب نفسه على أن يترك ذلك الخلق ولا يتشبه بالبهائم فى تصرفاتها، ثم علينا جميعا أن نلجأ إلى الله تعالى حتى يحسن لنا أخلاقنا.