أسامة مهران يكتب: الاقتصاد المصري بين الساحل الطيب والساحل الشرير

ليس تقليدًا لفيلم أسطوري يحمل اسم” الطيب والشرس والقبيح” للعملاق الأمريكي كلينت استورد، لكنه حال وصفة وموصوف ، علة العلل التي يعاني منها الاقتصاد المصري المعتمد على غيبيات الذهنية المجتمعية .

في التسعينيات كذبوا علينا وقالوا أن الساحل الشمالي هو مستقبل مصر ، اسرعوا لتقطفوا الثمار قبل ان تنضج، الفرصة لا تأتي مرتين ، والمصباح السحري قي يستعيد مارده في أي وقت ، هرول المصريون الي الساحل المتعالي سابقا والطيب حاليا، اقترضوا من البنوك.

،اخرجوا تحويشة العمر من تحت البلاطة، باعوا بيوتهم وربما ملابسهم ، وضعوا القرش علي القرش من اجل سواد عيون قطعة ارض او شاليه او شقة أو وبالفعل وبحسن نية ذهب الشعب الي مراقبة ومينا ومارينا والعجمي وبدر و.. و.. وصدقوا ان السعر سيرتفع والرخاء سيعم ، والثراء سينتشر ، لكن المفاجأة ان من ادخل الشعب البرئ الي الساحل الجديد كانت الحكومات السابقة ، وزرائها هم الذين بدأوا الاستثمار ، من خلال بورصة عقارية وهمية ، أسعار لا تتماشى مع واقع الحال ولا البنية التحتية ، ولا البعوض والذباب الذي حاصر مدن الساحل وكأنها ” عين ومصلتش ع النبي”.

الذين اشتروا بالملايين ام يربحوا غير منظر الزرقة الخلاب ، ولمة العيلة في الاجازات ، ومرت السنين الطيبة علي الساحل الذي اصبح طيبا فيما بعد سريعة مؤمنة بأنه لا يصح الا الصحيح ، وان الفلوس الحلال ربنا بيبارك فيها .

ما أن حلت العشرة سنوات التالية للألفية الجديدة حتي انطلقت الشائعات بأن ساحل جديد بدأ ينمو من تلقاء نفسه ، وان شواطئ خلابة خرجت فجأة من سترة الساحر لتروي بها عطش الأثرياء جدًا، ” على فكرة مابين الاثرياء والاثرياء جدا دنيًا ليس هذا وقت لشرح تفاصيلها ” .

المهم ظهرت ” هاي سينده ، ومراسي ، بعد مرابيلا ، علي طول الساحل المؤدي الى مدينة سيدي عبد الرحمن ” مرورا بمدينة العلمين الاسطورية ، وما أدراكم بالعلمين وراس الحكمة وغيرها من المدن التي لا تقبل اقل من عشرات الملايين والمليارات للاستثمار فيها بل وزيارتها حيث وصل سعر الغرفة في فندق الأحلام الي مليون جنيها اسبوعيا للفرد الواحد وسعر زجاجة الماء المعدنية الي ٥٠ جنيها وربما أكثر .

من سوء الطالع ان الذين تمركزوا وسكنوا من العجمي حتي مارينا ٦ او ٥ كلهم من رجال الاعمال الصغار والمصريين في الخارج واصحاب المناصب الادارية العليا في الحكومة والقطاع الخاص.

أما ما بعد مارينا وما أداراكم بما هو بعد مارينا ، فكان صدمة بجميع المقايس ” حمو بيكا ، حسن شاكوش ، حسن زعبلة ، محمد فايزة ، نخنوخ وننوس عين أمه، فنانين ومطربين مهرجانات وتجار اي شيءٍ في اي شيءٍ ، وبعض الأثرياء العرب والمصريين.

انقسمت مصر الي ساحلين شرير بعد مارينا حتي مرسي مطروح ، وطيب حتى مارينا ، وللاقتصاد بقية !!