“طبيب رغم أنفه”.. فيلم يتسبب في جريمة قتل للفنان كمال الشناوي

نشرت مجلة الكواكب مقالا صحفياً للنجم كمال الشناوي يحكي فيه عن جريمة قتل كاد أن يتسبب فيها، وكان ذلك أثناء تصوير فيلم (طبيب رغم أنفه).

وجاء هذا المقال تحت عنوان جريمة قتل للنجم كمال الشناوي.

حيث روى كمال الشناوي جميع أحداث هذا اليوم قائلاً ” تلك هى المرة الأولى التى أعمل فيها كانت فى استديو بعيد عن مصر.

فقد تعاقدت على أن أقوم بدور البطولة فى فيلم ( طبيب رغم انفه ) لحساب شركة فرنسية اختارت مراكش لتصوير الفيلم فيها، وسافرت من القاهرة إلى رباط و سرني أن أجد مجموعة من الفنانين تعمل متعاونة متفاهمة.

و أكمل قائلا “وكان من بينهم مصور ضخم الجنة يرتدي بنطلونا قصيرا رغم البرد القارس ويكشف عن صدر مغطى بالشعر الكثيف، وكنت أحذره من البرد فيقول لي أنه محصن ضد البرد، وضد كل مايمكن أن يخطر لى على بال.

والحقيقة أنني أعجبت بهذا الرجل الذي يتحدى القدر ولا يخشى شيئا ومضت الأيام ونحن نعمل فى الفيلم بهمة ونشاط.

و استطرد قائلا ” و أدركني الحنين إلى مصر فسألت المخرج عن اليوم الذى سننتهي فيه من العمل فحدد لي يوم سبت، وقال لي أننى أستطيع أن أحجز تذكرة على الطائرة التى تغادر رباط صباح الأحد الذى يليه مباشرة.

و تابع “سارعت فحجزت تذكرة، وذهبت إلى الاستديو فى الثانية عشرة ظهرا حيث يبدأ العمل فى تلك الساعة من كل يوم.

وأكمل “وكانت مشاهدة ذلك اليوم أخر مشاهد فى الفيلم، حدد المخرج موعد مغادرتي للاستديو بالساعة الثامنة مساء.

وفرحت وانا أوشك على العودة لمصر، و وجدتني أشرد إلى القاهرة حيث زوجتي وحيث أصدقائي وكل شئ يهزني الحنين إليه وفى الساعة السادسة أضاءت أنوار الاستديو.

وذكر “كان ( الديكور ) ضخما يحتاج لأضواء كثيرة، ولكن يبدو أن قوة محطة الكهرباء فى رباط لم تكن من القوة بحيث تستطيع المصابيح الكهربائية أن تزود ( الديكور ) بالأضواء السكافية ، خصوصا وأن الشوارع تضاء والبيوت تبدأ فى استعمال الكهرباء فى تلك الساعة.

وقال “الساعة السادسة فلا تكون الأضواء بالقوة التى تكون عليها أثناء ساعات النهار.

وتابع “ونظر مدير التصوير فى الكاميرا وقال أن الأضواء لا تكفي وأن علينا أن نؤجل التصوير، واتجهت على الفور إلى المخرج وقلت له: ـ إنني لا أستطيع الانتظار، لقد أرسلت برقية للقاهرة لينتظروني على المطار فى الغد، وحجزت تذكرة كما قلتم لي.

وأكمل “وبدأ الحرج على المخرج وهو يقول لى: ـ على كل حال سنتظر قليلا، أن رباط تنام مبكرة، وقد يشتد النور فتستطيع التصوير تذهر وبدأ التذمر على عمال الاستديو، وكان أكثرهم من الفرنسيين الذين أتوا بعائلاتهم وتركوها ـ اليها فى أخر قطار من يوم السبت ويقضون معهم يوم الأحد ويعودون إلى رباط ليستأنفوا العمل فى صباح الإثنين.

و أضاف قائلاً “قال لي المخرج وهو يرى ما بدا على العمال من تذمر: ـ ولكنى أفضل على أى حال أن نرجئ التصوير إلى يوم الإثنين.

وذكر “قلت للمخرج فيما يشبه الانفعال: ـ أرجو أن تساعدني على أن أسافر غدا، إن تأجيل السفر سيضايقنى كثيرا .

و ذكر قائلاً “ومرة أخرى قال المخرج : ـ إذن سننتظر، وعندما أشرفق الساعة على الثامنة وجدت بعض العمال يغادرون الاستديو ليستقلوا آخر قطار يغادر رباط إلى كازبلانكا وموعده الثامنة والربع، وسارع المخرج يطمئنني إلى أن العدد الذى سيتبقى من العمال يكفى لإنجاز المشهد الأخير الذى ننتظره.

وأكمل “عند الساعة التاسعة بدأ النور يقوى، وكان مهندس الصوت قد غادر الاستديو وعهد بعمله إلى مدير التصوير .. الرجل الضخم الجثة العاري الساقين والصدر، الذى يتحدى الأقدار، ومضى مدير التصوير يصدر أوامره بإضاءة هذه اللعبة أو تلك.

وتابع “وقفت فى البلاتو لكى يضبطوا الأضواء علي، وسرحت مرة أخرى فى الطائرة التى ستنقلني إلى القاهرة، وفى وصولي فى الموعد الذى حددته فى البرقية.

و قال “وفجأة سمعت صرخة هائلة ورأيت كل من حولي يجرون إلى مصدرها، فجربت معهم لأجد مدير التصوير وهو ملقى على الأرض يضرب رأسة فيها بقوة أسالت منها الدماء، وفى يدية الميكروفون الذى يسجل الحوار من البلاتو وكانت يده قابضة عليه بقوة .. وحاولنا انتزاعه منه فلم نستطيع.

وهنا فقط أدركت أن ما حدث له صدمة كهربائية فأنزلتها كلها، فانتقلت الميكروفون من يده وسقط على الأرض، ولكنه ظل يصرخ و يعوي .. وظل يدق الأرض برأسه و أسنانه تصطك، و أحاطوه بالبطاطين والأغطية وسعوا لإحضار طبيب له، ولكن صراخه استمر حتى بعد أن كشف عليه الطبيب وقال أن الأسلاك التى كان يمسكها تماست فأثرت فى جسمه شحنة كهربائية كاملة، وأنه لولا أن الأزرار الكهربائية أنزلت لصعقة التيار .. وأحسست أننى المذنب.

وذكر قائلا “فلولا أننى أصررت على الرحيل لما حدث ما حدث، مما اضطر مدير التصوير إلى أن يقوم بعمل مهندس الصوت فيمسك الأسلاك فى يده ويشرف على الموت.

وأكمل “جلست بجوار الرجل فى الفراش الذى نقلناه إليه، واستقر رأى على أن أتقبل حكم الأقدار بالسكوت و أقبل البقاء فى رباط حتى يوم الإثنين بعد أن حدث كل هذا بسببي.

وهمست فى أذن الرجل قائلاً: ـ معذرة فأنا المسئول، فقال وهو يهدأ تدريجيا:
ـ كلا يا سيدي .. إن الأقدار هى المسئولة ـ لا تحاول القيام فإننى سأبقى معك إلى يوم الإثنين
، كلا يا سيدى هذا لن يحدث .. إنني أعرف أن زوجتك، إنني أفضل أن أموت ولا أترك زوجة تنتظر زوجها على المطار ثم تعود إلى البيت وحيدة لأنه لم يجئ ..
إعجاب وسرور.

و ذكر كمال الشناوي قائلاً “خفق قلبي إعجاب بالرجل، وخفق قلبي سرورا بأنني رغم كل شئ سأصل إلى القاهرة فى موعدي.

و تابع قائلاً “بعد دقائق وثب الرجل من فراشة وأصر علي أن نكمل اللقطة فى تلك الليلة .. الحقيقة أنني كنت محرجا، ولكني إزاء إصراره انجزت العمل كله.

وأكمل “وفى صباح اليوم التالي كان مدير التصوير أحد الذين ودعوني، ولقد نظرت إليه والطائرة ترتفع فى السماء، و مخيلتي تسبقها إلى القاهرة وتذكرت كيف يكون حالي لو حدث وقتلت الكهرباء الرجل بسببي .. سأكون ساعتها قد غادرت القاهرة بريئا، وعدت إليها قائلا: ولكن الله سلم.

 

 

 

اقرأ أيضاً..“اعرف الآن”.. غيابات الأهلي أمام الزمالك في نهائي كأس مصر 2024

“متاح هنا”.. بنك أسئلة شهر فبراير 2024 دراسات للصف الأول الإعدادي 2024