ماذا يحدث في معبد الملك منكاورع ثالث ملوك عصر بناة الاهرامات؟

 

أثارت خطة لرئيس البعثة الأمريكية مارك لينر العاملة منذ عقود بالتنقيب بمعبد الوادى لمنكاورع استياء واسعًا بين المختصين، ومحبي الآثار المصرية والمهتمين بحمايتها.

وكشفت مصادر بوزارة السياحة والآثار عن قيام البعثة بشفط مياه جوفية من بئر بمعبد الوادي، التابع لمجموعة الملك منكاورع، صاحب الهرم الثالث، غير أن سلوك البعثة كاد يسبب كارثة بتدمير المعبد نفسه،، بقيام أعضاء البعثة بوضع ماكينتي الشفط فوق المعبد المبني بالطوب اللبن، واستمر الشفط لمدة يوم كامل، مسبباً اهتزازات يمكن أن تكون قد أحدثت تصدعات بالمعبد العتيق.

وتحدى رئيس البعثة الأمريكية بالتعاون مع مدير عام آثار الهرم والأمين العام للآثار وكبير مفتشى آثار الهرم كل الاعتبارات والأعراف والقواعد العملية المتبعة في عمليات التنقيب، في محاولة لاستكشاف ما داخل البئر الموجود في معبد منكاورع، وبدون موافقة اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار.

ولم تقتصر خطورة هذا العمل على عدم فاعليته في إزالة كميات كبيرة من المياه، بل شكل خطراً حقيقياً على سلامة المقابر المدفونة أسفل المنطقة، حيث أظهرت صور حصرية تكون بحيرة داخل المنطقة الأثرية، مما قد يتسبب بتلف الكثير من المقابر الأثرية تحت البحيرة المائية المتكونة من عملية الشفط وفقدان نقوشها وتدميرها بالكامل في تجاهل من قيادة البعثة الأمريكية للأساليب العلمية بالاستخدام غير العلمي للآلات الثقيلة داخل الموقع الأثري.

 

ما يعد تصرفاً غير مسؤول وإهانة صريحة للحضارة المصرية القديمة وتاريخها العريق، وتدمير واضح للآثار المصرية القديمة.
وأثار الحادث تساؤلات حول مسؤولية الأطراف المعنية في الحفاظ على التراث الثقافي لمصر، وقدرتها على تقديم الحماية اللازمة للآثار من التدمير الناتج عن الأعمال غير المسؤولة، خاصة وأن تلك الواقعة تأتي ولم تبرد بعد نار أشعلها جدل ما سمي بـ”تبليط الهرم” الثالث، الخاص بنفس الملك، واضطرت الوزارة لتشكيل لجنة أقرت أمس الأول في اجتماع عاصف حضره خبراء أجانب رفض الفكرة، التي ستنسف أثرية المبنى العتيق.

وبحسب المصادر، فإن لينر، مدعوم من وزير الآثار الأسبق زاهي حواس في الاستكشافات التي جرت طوال عقود، حيث ظل حواس يشغل مدير منطقة آثار الهرم لسنوات طويلة قبل أن يصبح وزيراً، ونال شهرة عالمية واسعة في مجال الآثار بسبب علاقاته الخارجية وخصوصا بالبعثات الأمريكية التي نالت نصيباً وافرا من تراخيص الحفر بالأراضي المصرية استكشافا للآثار، وتحصل على منح ودعم غربي فضلا عن نصيب قانوني من الآثار المكتشفة.

وتضيف المصادر أن فكرة تبليط هرم منكاورع تعد واحدة من بنات أفكار حواس، وجلب لها تمويلا خارجيا، ودفع بأمين عام المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري للترويج لها، ودافع عنها في بادئ الأمر في تصريحات صحفية عديدة، بل وهاجم منتقدي المشروع وعلى رأسهم الأثرية مونيكا حنا، ووصفها بـ”طالبة الشهرة” بسلوك “خالف تعرف”، ثم عاد وترأس اللجنة التي انتهت بتقريرها مؤخرا للتوصية بوقف المشروع، حينما شعر بارتفاع موجة الهجوم، واضطر للتخلي عن وزيري.

وطالب خبراء الآثار الجهات المعنية بإجراء تحقيق عاجل في حادث بئر منكاورع وتدمير الآثار المحيطة بمعبد الوادى مما يعد من أكبر جرائم العصر الحديث فى تدمير الآثار، وخاصة أهرامات الجيزة، بحيث يشمل التحقيق كل من البعثة الأمريكية بقيادة مارك لينر الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار ومدير الهرم وكل المسؤلين عن هذه المهزلة والجريمة الكبرى، لكشف الأضرار التي لحقت بالمعبد جراء اهتزاز الماكينات والمياه التي أحاطت به.

 

كما طالبت تقارير المختصين بمحاسبة المتسببين في هذه الأضرار، منعا للإضرار به مجددا، وعدم الاكتفاء بإعلان البعثة أنها نجحت في شفط المياه من البئر، وتجفيف المنطقة المحيطة بالمعبد، وهو ما كذبه المختصون، لأن المياه لن تنضب من البئر، حتى لو استمرت عمليات الشفط طوال العام، مع اتخاذ خطوات جادة لحماية التراث المصري من أي عبث أو استخفاف، فضلا عن ضرورة تشديد الرقابة على البعثات الأجنبية العاملة في مصر، ووضع ضوابط صارمة لضمان احترام الإجراءات العلمية والتقنيات المتبعة عالميًا في مجال التنقيب الأثري.

وكان البئر قدر جرى اكتشافه من قبل وفيه ثلاثة تماثيل للملك منكاورع، ثم أعيد حفره مجددا مؤخرا لتظهر مشكلة المياه الجوفية، وتعيق استكمال الحفر، ما دعى البعثة لشفطه بالطريقة المثيرة للجدل.

 

 

 

اقرأ أيضاً..الآن..رابط استعلام عن مخالفات المرور برقم السيارة 2024

الآن.. موقع النيابة العامة لمخالفات المرور 2024