حسين عبد العزيز يكتب : أم كلثوم وتحيه كاريوكا وجهان لقيمة واحدة ؟!

 

فى يوم الثالث من شهر فبراير  من كل عام ، تحل ذكرى رحيل  أم كلثوم  ، لكن الحديث عن ام كلثوم لا يريد مناسبة ، وانما نريد ان نتعلم منها بقدر الاستطاعة . وانا سوف أتكلم عن وجه غير معروف عن الست التى نُعرف بها وهى لا تُعرف بنا ، لأنها تعرف بذاتها .

_ لن أضع إى علامة تعجب فى هذا المقال لانه ما هو إلا علمة تعجب بحجم ما نحن نعيش فيه الآن .

ففى عام ١٩٥٦ وبعد انتهاء  حرب العدوان الثلاثى  تبرعة الست  إم كلثوم بملبغ ( ١٠٠٠ جنية ) لأعادة إعمار وتجهيز مدارس بور سعيد ، وعقب هزيمة حزيران ٦٧ ، ترفع الست شعار ” الفن من أجل المجهود الحربى ” وتقول ” لن يغفل لى جفن ، وشعب مصر يشعر بالهزيمة ”
ثم قررت ان تقيم حفلين شهريا تخصص إيراداتهما لدعم تسليح الجيش لمواجة العدوان  ، وكانت أول الحفلات فى مدينة دمنهور .وقد جمعت فى هذا الحفل ( ٤٠٠٠٠ جنية ) ثم حفل مدينة الإسكندرية  والذى كان حصيلته ( ١٠٠٠٠٠ جنية ) بالإضافة إلى تبرعات عينية من ذهب ومجوهرات .
وفى حفل المنصورة تجاوزت إيراداته ( ١٢٠٠٠٠ ).

إضافة إلى ( ٢١٢ ألف جنية  إسترلينى ) من حفل باريس و ١٠٠ الف دينار كويتى من حفل الكويت  وغيرها ” هذا الموضوع يريد كتابا مستقلا ” ثم قامت الست بحملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامه ، فقد طافت على مكاتبهم فى  مقرات عملهم  للحصول على الدعم من اجل المجهود الحربى ..وهنا يجب ألا ننسى أن نشير  إلى انها قررت ان تغنى على جبهات القتال  من أجل أن تقول للجنود  والقادة  نحن جميعا معكم .

ولان فعل الخير معدى ،فقد نظم العشرات من فنانى مصر حملة تحت عنوان ” أسبوع التسليح ” تحت قيادة الفنانة تحية كاريوكا ، فقد قامت بإعداد العشرات من سيارات النقل بها صناديق للتبرع ، وكانت تجوب القرى والمدن ، وقاد كل سيارة فنان لحث الناس على التبرع للجيش  ، وقد أخذت الفنانة تحية كاريوكا حصيلة ما جمع وكان مبلغ كبير جدا من المال وسلمته للرئيس جمال  عبد الناصر ، الذى قال لها ” أنت بألف راجل ” هذا موضوع يريد مقالا مفصلا عندما نكتب عن حرب اكتوبر والشعب المصرى والعربى .

أما الان وبعد تلك المقدمة المهمة جدا لما سوف أكتبه الان حيث انه لبد أن نقراء بتمعن وتركيز شديدين  .. وان نفتح قوس ونكتب داخله ( إن أول مرة دخلت فيها الست القاهرة توجهت الى مدينة حلوان لتحيى فيها حفلة ساهرة ، لان أحد الأثرياء والمقيم فى ضاحية حلوان كان يحيى كل سنه ” ليلة الاسراء والمعراج ” فى قصره ، وفى تلك السنه ١٩٢٠ وقبل الحفل بفتره كان يتحدث مع ناظر عزبته الموجده فى احد قرى مدينة السنبلاوين ، وكان اسمه حافظ افندى ، وحدثه فى الأمر  فقال له ناظر العزبة  ” انه توجده فتاة صغير فى قرية قريبه من نوب طريف التى توجد بها العزبة
ذات صوت قوى وجميل للغاية ، واقترح أن يتم استدعائها مع تختها لأحياء الحفلة ، ولما كانت الست تنشد فى المولد النبوى القصائد المناسبة  .

فقبل الباشا عز الدين يكن ، اقتراح حافظ أفندى ، وطلب منه الإتفاق مع المطربة المذكوره وفرقتها  ، وقد كان حيث اتفق حافظ أفندى مع سومه على مبلغ وقدره ” ٣٠٠ قرش ”
ولما وصل الركب الى سراى الباشا ويرى سومه حتى إنفجر غاضبا فى حافظ افندى وكيلة وقال بصوت عالى ” انت عاوز تسود وشى أمام الكبراء والعظماء اللى انا عازمهم .

إيه البت المفعوصة دى اللى أنت جايبها ، إنزل مصر هات لنا الشيخ إسماعيل سكر  .
اسرع حافظ افندى بالنزول الى مصر ” القاهرة ” وجاب الشيخ إسماعيل سكر  الذى غنى وابدع واطرب الحضور ، وبعد انتهاء الوصله الأولى جلس ليستريح ، وهنا تذكر القوم الفتاة الصغيره فأرسلوا بأحضارها  ، وكانت أم كلثوم قد نامت  فحملوها وصعدو بها  وعلى مقعد و أوقفوها وارسلوا حولها النكت والقفشات  لكن لصغر ام كلثوم لم تفهم ما يقال حولها وسبب الضحك .. لكنها تعرف أنها اتت من قريتها لتغنى فغنت الفتاة ، وحدثت المعجزه ، فبعد دقيقة كان الصمت من جانب الحضور هو سيد الموقف  وكانت نظرات الأعجاب والأستحسان تلوح على الوجوه وبعد ثلاث دقائق كانت آه واعد وكمان هى ما يتفوه بها الجمهور من البشاوات والاعيان .

غنت أم كلثوم وابدعت فأطربت .. و كان الكل يطلب من الشيخ إسماعيل سكر ، ان يطلب من أم كلثوم أن تستمر فى الغناء .
وكان أسعد من فى الحفل ليس ام كلثوم أو ابيها او الباشا وإنما كان حافظ افندى ناظر العزبة  ، فلما وصل خبر صوت أم كلثوم وما فعله فى الرجال  الى الحريم  فطلبوها فصعدت إلى الحريم وإلى المجد الذى استمر الى الأن.
وغنت ام كلثوم للحريم ..وفى الصباح أهدتها زوجته الباشا ” ٢ جنيه ذهب وخاتما من الذهب بفص ثمين من الياقوت الأزرق ، ونال اخيها خالد ساعة ذهبية.

اقرأ أيضاً..تردد قناة الأهلي الجديد على الرسيفر العادي..تفاصيل

“اضبط”.. إشارة تردد إذاعة القرآن الكريم راديو fm