الشيخ أشرف محسن يكتب: مكارم الأخلاق

كانت العرب فى الجاهلية تتمتع بمجموعة من الأخلاق والسجايا، منها وهى أكثرها أخلاق حميدة، من الشجاعة والنجدة والكرم، والمروءة والعفة…الخ من الأخلاق الحميدة والتى لا يختلف عليها عند أهل الفطر السليمة.
وكان فيهم كذلك بعض الأخلاق السيئة مثل الطغيان والكبر والبطر والاستقواء على الضعيف ….الخ من الأخلاق السيئة، فلما جاء الله بهذا الدين الحنيف الذي اختصنا به وكرمنا بالانتساب إليه كانت أولى مهاماته صلى الله عليه وسلم ترسيخ تلك الأخلاق الحميدة وتعديلها، وإماتة الأخلاق السيئة وتعطيلها كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وفى رواية صالح الأخلاق. فهو بداية جعل البعثة كلها لتحسين مكارم الأخلاق أو صالحها، وثانيا تكميل هذه الأخلاق.
وهنا موطن يجب النظر إليه بعناية، أنا فى التربية نستفيد بالمتاح الممكن ما استطعنا، ولأجل ذلك مدحهم بأخلاقهم التى يعرفها فيهم، وجعل هذه الأخلاق سجايا فى أصحابهم، فلم يحتج معها إلى شئ زائد عنها، وهو ما جعله صلى الله عليه وسلم يربى جيلا فريدا لم يأت جيل مثله، فكان قوام التربية تحويل هذه العادات وهذه الأخلاق، بعد أن كانت تصرف من أجل القبيلة، أو خوف المذمة، تصرف ابتغاء مرضاة الله،
وكأنه فى هذا الحديث لم يهتم أو يلتفت للأخلاق الرديئة، بلى لقد رآها وعالجها ولكنه لم يذكرها، إما لتقليل قيمتها، وإما لأنه لم يرد أن يخاطبهم بعيوبهم، وفيه من التربية السكوت عن مساوئ من تربيه، وتأكيد ما فيه من المعانى النبيلة، ومدحه بها، فقد كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يذكر أفضل ما فى أصحابه ويسكت عن سوءهم ( أرأف أمتى بامتى أبو بكر، وأشدهم فى دين الله عمر، وأشدهم حياء عثمان، وأقضاهم على، وأقرأهم أبى، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ) فانظر هداك الله إلى ذلك النهج الرشيد، والرأى السديد، والتربية لأصحابه كيف تكون؟
واستفد من ذلك المنهج، إعلاء قيمة المرء، والسكوت عن عيوبه إلى أن تطغى عليها مزاياه، والمعرفة الحقة بمن نتعامل معهم وننصحهم ونحبهم، واجعل ذلك نصب عينيك فإنه نافع جدا