أحمد فرحات يكتب : هكذا تعشق النساء

 

تغنى الشعراء بالمرأة منذ عرف الناس الشعر، وكانت مصدر إلهامهم في قصائدهم الخالدة، ومن خلال شعر الشعراء في المرأة تعرفنا على الحب. أما المرأة فإنها جنحت بخيالها إلى الرجل معشوقا ومحبوبا في القديم والحديث معا، ففي القديم حفظت لنا كتب التراث شعر المرأة في المحبوب، وعرفنا أسماء خالدة كولادة وحفصة ومهجة وغيرهن، وفي الحديث جاءت د. حنان الصناديدي لترسم لنا صورة الرجل معشوقا ومحبوبا، فقالت:  

حنان الصناديدي

كَمْ مَرَّةٍ أَقُولُ: لَنْ أُسامِحَكْ !!!
وحِينما تَعودُ باكيًا مُبَلَّلَ الجَناحِ

– يا أنا –

أَبْكي مَعَكْ

قُلْ لي بِرَبِّ الكَوْنِ

يا مُعَذِّبي

.. يا طِفْلَ رُوحي
..
 يا حَيِيَّ الخَطْـوِ :
مَنْ ذَا رَوَّعَكْ ؟!
مَنْ أَفْزَعَ الأَطْيارَ فِي عَيْنيكَ واجْتَثَّ الشَّجَرْ ؟

..  أَتُراكَ ضَيَّعْتَ القَمَرْ ؟

 

وأَتَيْتَنِي كَيْما أُحَلِّقَ بَيْنَ أَعْشاشِ النُّجُومِ لأزْرَعَكْ ؟
ارْفَعْ عُيُونَكَ واقْتَبِسْ مِنْ مُقْلَتَيَّ جَسَارةَ الأحلامِ
..
 حَرِّرْ في دَمي سُفُنَ الأنينِ وبُثَّنِي الشَّكْوى

 

وجاءت من بعيد شريفة السيد لتتغنى بالرجل معشوقا ومحبوبا فقالت: 

 

يا سيدًا يمشي بقلبي مشيةَ العبقِ العنيدْ

أنا منكَ أُخلقُ من جديدْ

أبديةُ الآهاتِ تمطرُني شموسُكَ قهقهاتٍ ترفعُ الوجعَ المُدمَّى مِنْ سجلاتِ الزمنْ

أنا فيكَ أقسمُ لا مِحَنْ

أنا فلسفاتٌ مارقاتٌ في ذُرَى أنقَى نشيدْ

أخطُو بكلِّ العنفوانِ على جسورِ التهلُكةْ

كي أزرعنـَّك سهرةً ورديةً عُمْقَ الرِّئةْ

مصباحيَ المفتوحُ شباكًا عليكَ

وإن مضَى دهرٌ فلا لنْ تُطفئَهْ

أنا لا تُشابهُني امرأةْ..

 

وإذا كانت د. حنان الصناديدي ساوت بين الرجل وبينها عندما قالت له (يا أنا) فإن الشريفة السيد قد أبدت لنا صورة لنفسها أكثر من صورة الرجل.

 

وتفاجئنا هبة السيد عبد الوهاب بصورة مغايرة، حيث توصيه وصايا لا تخل من العمق والحزن، وفي وصاياها تلمع عيناك وأنت تذرف الدمع من أثر الكلمة ووقعها الحزين.  فالوصايا مبللة بالدمع القاني القاسي.

 

حين تُقابلُ ظلّي فوق فراشِكَ

حين تراني أنمو في أصيصِ الزّهرِ المُهملِ في التّراسِ

.. برغم تجاهلك الواضح أن تمنحَها قطرةَ دمعٍ بعد فراقي

ترويها أمطارٌ تحنو،

في ذكرى ليلةِ ميلادي بين يديكَ..

وهذا التاريخ الغاشمُ

عمدًا ينسي

لكني أُقسمُ

أن أغرسَ سكينَ الذكرى في قلبِ جميع الأقرانْ

 

أما دعاء رخا فإنها تحار في أمره، فمن أين أتاها؟ من الواقع أم من الحلم طل عليها؟ ومن أي سحابة هطلت عليها ذرات مطره، وتصور الرجل صورا في الماوراء غيبية لها وقعها وأنينها.   

قل لي بربِّ الكونِ مِمَّ أتيتَني؟

مِن أيّ مُزنةِ جنةٍ

أمطرتَني؟

أدري بأنّ الحُلمَ نُطفةُ واقعٍ

قل هل حملتُكَ؟

أم إليك حملتَني؟

بل قل ..

أما نَجنيه في الدنيا هو المكتوبُ نجني،

لو فرضنا .. أن جُني؟

أم أنّ ما نحياهُ محضُ مُخطَّطٍ،

وبناؤهُ في (الماوراء) سينبني؟

يامن نبتَّ على ضفافِ تصوّفي

بات التّصَوّفُ للتفلسفِ ينحني

دعني خلالك ..

كي أكونَ؛ فلم أكنْ

دعني أكونُك .. مثلما

قد كنتَني

 

وهذي جيهان بركات تنتظر حرارة قدومه انتظارا ، وتترقب خطوه بكل حب.. 

 

وحدي بالمقعدِ أنتظرُك

بالركن الشاغرِ مُهْمَلَةٌ

بيتي، لكنْ..

حين يحيطُ غيابُك بي..

أُنْزَع من كوْني

من ذاتي

وأحسُّ عراءً وخَواءْ

وتراودُني الدمعةُ

تسقطُ

لا تأبهُ للكُحْلِ بعيني!

ولأهدابٍ

كنتُ أقبِّلها خصيصًا بالفُرشاةِ

لتلثُمَ خدَّكْ!

 

 

 

اقرأ أيضاً..تردد قناة الجزائر الأرضية على نايل سات

تحميل بيس 2024 موبايل apk..اعرف الرابط