نساء في حياة توفيق الحكيم

نشر الكاتب محمد رفعت دسوقي في كتاب أقاصيص العشق تفاصيل قصة الكاتب توفيق الحكيم و غرامه بالفرنسية، وكذالك قصة زواجه من سيادات.

وكان ذالك بعنوان “توفيق الحكيم عذبته الفرنسية و علمته سيادات ألا ينحني”

رواية عصفور من الشرق

قال محمد رفعت دسوقي، تعتبر روايته الشهيرة عصفور من الشرق من أشهر الأعمال التي عبرت عن مغامرات الكاتب الكبير الراحل (توفيق الحكيم) ورؤيته للغرب وقد تحدث فيها كثيرا عن الحي الفرنسي الذي عاش فيه أجمل أيام شبابه وعن صراعاته الشخصية بين القبعة والبيرية والقولنسوة المصرية المصنوعة من الكاستور.

توفيق الحكيم يقع في غرام الفرنسية

وبين المرأة الشرقية والفرنسية بائعة تذاكر المسرح الذي أكلت أغلب وقته و أكلت العصفور السادس بداخله لقد وقع( توفيق الحكيم) في غرام هذه الفرنسية.

وذكر أنه كان يذهب وراءها في كل مكان تذهب إليه فسكن معها في فندق زهرة الأجساء الأكاسية وكان ظل ظلها أينما مشت واعتاد أن يأتي كل يوم إلى شباكها ينتظر حتى ينفض الناس.

و يخلوا له المكان فتقدم إليها قائلا بونجور مدام مزيل فترد عليه التحية فيقف، يطيل إليها النظر صامدا.

ثم يتحرك قائلأ أوروفا مدموزيل ويمضي منتشيا وبعد أن مسه جنون العشق طلب منه أصدقائه الفرنسيون أن يصف لهم كيف تبدو تلك المعشوقة حتى يجدوا حلا لمنحنته.

وصف توفيق الحكيم لمعشوقته الفرنسية

وقال، فراح يصفها آراها في شباكها تشرف على الناس بعينين من فيروز وهم يمرون أمامها الواحد تلو الآخر من كل جنس ومن كل طبقة فيهم الفقير مثلي وفيهم ميسور الحال فيهم الجميل والقبيح وفيهم العجوز والشاب وفيهم السعداء، وفيهم الأخيار و الأشرار وفيهم الشجعان و الجبناء.

وفيهم الجري و الخجول وهي تبتسم من شباكها دون أن يعرف أحد سر قلبها.

و أضاف، فقالت له إحداهن هذه المرأة في باريس أم في كتاب ألف ليلة وليلة وهذا الشباك أين هو في أي قصر سحري فأجاب (توفيق الحكيم) في هدوء هي عاملة في شباك تذاكر الأوديون تياترول الأيدون.

فشل الحكيم في الفوز بغرام الفرنسية سوزي

وأكد أنه بعد فشل الحكيم في اصطياد قلب بائعة التذاكر سوزي أصيب بالإحباط لتزداد عقدة اتجاه المرأة بعد خيباته واخفاقاته الكثيرة المتكررة معهن.

وتابع، فقد كان رجل في مسارة الغرامي ضحية لقائمة طويلة من النساء تشمل الأسطى حميد الإسكندرانية وثنية جارته الحسناء صاحبة المنديل الأحمر والخادمة الريفية السمراء.

وقد حاول صاحب عودة الروح إعادة المحاولة بعد كبوته مع سوزي مع أخريات مثل جرمين وساشا ونانلي لكن بلا فائدة.

زواج توفيق الحكيم و سيادات

وأكمل، وهكذا بدأ في التنكيل بالمرأة من خلال تصريحاته أو كتاباته أو مواقفة حتى أصبح يلقب (بعدو المرأة) وعندما سألوه بعد زواجه عن إحساسه وشعوره بالتصالح مع المرأة بعد الزواج.
أجاب تزوجت زواجا عقليا بعد أن وضعت قلبي في الثلاجة الآنسة (سيادات )كانت حبيبته وقبل أن تصبح زوجته تقرأ كل كتبه تناقش كل مقالاته وتحاوره في كل أفكاره.

وذكر الدسوقي، أنه عندما التقت (بتوفيق) أبدت إعجابها به كرجل وأخفت عنه إعجابها به ككاتب ولم يلبث أن أحس (توفيق) أنها تراه الرجل الوحيد في العالم وكانت ترى فيه كل الأساطير التي كتبها في كتبه وكل الرجال الذين كانوا أبطال قصصه.

قصة حب توفيق الحكيم وزوجته سيادات

وتابع، وهكذا دخلت على قلب (توفيق الحكيم) من باب لم تتركه إمرأة أخرى من قبل وإذا كانوا يقولون أن الحب من أول نظرة فقد كانت قصة (توفيق الحكيم) هي الحب من أول كلمة.

وقال، هكذا عبر الكاتب الراحل (مصطفى أمين) عن قصة الزواج الحكيم ثم حكى قصة لقاءهما قائلا أدمن (توفيق )زيارة صديقه ضابط الجيش أحس أن شيئا خطيرا يتحرك في أعماقه كالوحش الكاسر يحرك مشاعره يدغدغ نفسه يستترد كبرياء كعدو النساء وكان يفشل في كل مرة.

وكاد يبكي على عرشه الذي اهتز بشدة أمام الآنسة( سيادات) طلبها للزواج ليرضي قلبهم ووضع 15 شرطا قاسيا لتوافق عليها العروس قبل زفافهما كان يتمنى أن ترفض شرطا واحدا منها ليجن مبررا يقنع به نفسه بالهروب من هذا المأزق العاطفي الخطير.

وأشار إلى أنه حدد شروطه القاسية في زهو والعروس تسمع إليه كأن فوق رأسها الطير.

شروط الحكيم للزواج

وأكمل، قال لها الحكيم لي شروط للزواج ألا يعرف احد أننا تزوجنا لأنني أريد أن يبقى هذا الزواج سرا لا تعرفه إلا أسرتك ولا ينشر هذا الزواج في الصحف لا تلميحا ولا تصريحا، وإن أسافر وحدي إلى الخارج دون أن يكون لك الحق في السفر معي ولا نستقبل ضيوفا في بيتنا سواء من الرجال أو النساء ولا اصطحابك في نزهة أو رحلة.

وأن يكون مصروف البيت 200 جنية لا تزيد مليما واحدا ولا أكون مسؤولا عن مشاكل البيت والخدم، وأن تكون مشاكل كل الأولاد من اختصاصك ولا تطلبي مني سيارة، وأن تعامليني كطفل صغير لأن الفنان طفل صغير يحتاج إلى الرعاية والإهتمام.

وأن يكون بيتنا هادئا بلا ضجيج أو خناقات أو أصوات تزعجني لأتفرغ لكتابة ما أريد وأن ينام كل منا في حجرة مستقلة ولا تتدخلي في عملي.

وأكد قائلا، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها الكاتب الكبير أن وافقت الجارة الحسناء على كل شروطه أعلنت استسلامها أمام كل طلباته رفضت الراية البيضاء لتوهمه أنه انتصر ووصل إلى عاصمة الأعداء وتم زفافها إلى توفيق الحكيم الذي كان يكبرها ب 20 عاما ألغت بنفسها كل الشروط التي وضعها الحكيم قبل الزواج.

وذكر أنه كان الحكيم في غاية الرضا وهو يتنازل عن شروطه شرطا بعد شرط لقد نجحت الجارة الحسناء إذا في إسقاط مملكة عدو المرأة فماذا كانت أسلحتها الجديدة تلك المرأة.

وتابع، يقول ( مصطفى أمين )كانت تجد لذة في أن تخدمه لا تتركه إلا بعد أن تقدم له عشاءه وتضعه في الفراش وتغطيه باللحاف.

وتضع القرب الساخنة تحت قدميه وكان ينام الساعة 11:00 مساء وكانت هي تبقى ساهرة وكانت تتعمد أن تستيقظ الساعة 7:00 صباحا قبل أن يفتح عينيه في الساعة 8:00 صباحا وتكون قد أعدت له طعام إفطاره، وكانت تشعره دائما بأنه الملك وأنها رعيته.

و أشار إلى أنه لم يكن توفيق الحكيم حاكما مستبدا كانت الكلمات الحلوة تجرده من سلطانه وهيلمانه.

صفات سيادات زوجة الحكيم

وذكر، كانت (سيادات) إمرأة ممشوقة القوام فاتنة الجمال شقراء الشعر شعرها خليط من اللون الأصفر واللون البني وكانت لها ابتسامة جذابة تؤثر القلب وكان عقلها أقوى مما فيها، وكانت تغلب توفيق الحكيم في المناقشة.

تعرف كيف تحاوره وترد عليه وكان صوتها جميلا كثيرا ما غنت له بعض الأدوار التي يحبها وقد تعلمت حتى حصلت على الثانوية العامة.

واستطاعت بذكائها وإصرارها أن تتثقف وتتعلم حتى كان يخيل إليك وأنت تسمعها أنها تحمل شهادة الدكتوراه وهكذا بهر( التوفيق الحكيم) بسعة اطلاعها.

وأكد، أنها كانت المرأة ولكنها لم تشأ أن تسحره بجمالها و تقاطيعها وإنما تعمدت أن تسحره بفتنة ثقافتها وقوة شخصيتها وهكذا كانت المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تخضع عدو المرأة واستسلم لكن بشروط استطاعت أن تلغيها كلها.

وأكمل، كانت أحيانا تناديه باسم (محسن) وهو بطل قصة (عودة الروح) قد رأته وهي تقرأ القصة أن محسن هو (توفيق الحكيم) الحقيقي.

زوجة توفيق الحكيم تتحدث عنه

وأشار، في مرضها الأخير بعد 30 عاما من زواجها من الحكيم سألتها إحدى قريباتها أن كانت قد ندمت على زواجها من الحكيم فردت عليها ولا لحظة واحدة وعندما عادت تسألها عن شعورها بأن زوجها أكبرها بسنوات طويلة قالت لم أشعر إلا بأنه طفلي الصغير الذي لم يكبر أبدا.

و أضاف، عندما منح (الرئيس عبد الناصر) قلادة النيل إلى (توفيق الحكيم) وذهب الحكيم إلى الاحتفال الكبير ليتسلم القلادة قالت زوجته احذرك من أن تنحني أو تحني رأسك أمام( عبد الناصر) وأنت تتسلم القلادة كررتها أمامه أكثر من مرة فسألها الحكيم وكيف لا أحني رأسي أمامه وهو رئيس الجمهورية.

وتابع، قالت له في ثقه أنت أعظم من الرئيس أنت في عيوني أهم رجل في الدنيا ولا تنسى نصيحتي لك عندما ينادون على اسمك.

توفيق الحكيم يتسلم جائزة من الرئيس عبد الناصر

وذكر قائلاً، جلست زوجة الحكيم أمام التلفزيون تنتظر اللحظة التاريخية اقترب الحكيم من عبد الناصر في خطوات مستقيمة وقف أمامه كالصقر ولم تنخفض رأسه صافح الرئيس و قامته منتصبة، و تسلم القلادة وما زالت قامته مشدودة حتى عاد إلى مقعده وسط تصفيق الحاضرين.

و أضاف، تقول حرم توفيق الحكيم تابعته في التلفزيون
لم ينحني وتنتظر لم ينحني أمام الرئيس وساعدته بذلك أكثر مما سعدت بالوسام.

 

 

اقرأ أيضاً..في حوار نادر له.. أمين بسيوني: إياك كمحاور أن تكون لحومًا أو مزعجًا

«أيام فارقة… حوارات الكشف والمكاشفة».. كتاب جديد للإعلامي جمال عنايت