في حوارية أدبية نظمتها مكتبة “الأهلية”: بن رجب تدعو لإعادة قراءة الجهود النقدية لابن المعتز العباسي
دعت الأديبة الناقدة الدكتورة رفيقة بن رجب إلى إعادة قراءة الجهود النقدية لابن المعتز العباسي وفق عدة مناهج من أجل الاقتراب أكثر من دوره الريادي في نقد التراث الأدبي القديم، خصوصا وأن تجربته النقدية كانت متقدمة على عصره من جهة تجاوزها الانطباعية و استنادها إلى سعة اطلاعه واستقلالية رأيه واهتمامه بتطوير منظومة النقد في الأدب العربي.
جاء ذلك في حوارية نظمتها مكتبة الجامعة الأهلية حول كتاب “تجليات الحداثة: ابن المعتز نموذجا” الذي ألفته الدكتورة رفيقة بن رجب ضمن سلسلة واسعة من مؤلفاتها المختصة في الأدب والبلاغة والنقد، وقد حظيت بحضور لفيف واسع من أساتذة الجامعة وطلبتها.
ويبرز من خلال أطروحة بن رجب النقدية انحيازها الشديد لابن المعتز العباسي و مدرسته النقدية حيث تصفه بالعملاق فكرا و ثقافة و نقدا و شعرا وصاحب التجربة الأدبية الثرية.
وقالت الدكتورة رفيقة رجب خلال الحوارية: و”كان لابد لي ان ابحث عن احد مؤسسي البلاغة العربية الذين كان لهم نشاط إبداعي في الشعر و تاريخه حتى أقدم دراسة بلاغية أسلوبية تطبيقية لا تقتصر على الجانب النظري، فوجدت في شخصية ابن المعتز و إنتاجه بغيتي التي انشدها، لأنه يكاد يكون من بين رواد البلاغة القديمة الوحيد الذي تخصص في الشعر إبداعاً و تصنيفاً”
وأضافت: “إن منحى دراستي لكتاب الطبقات ليس تاريخياً مهمته تتبع تطور التأليف في فن البلاغة، وإنما هو منحى يحاول ان يقيم تصوراً وصفياً لبعض ظواهر البلاغة الاسلوبية كما يتجلى في تلك المجموعة من النصوص الشعرية التي اختارها أحد كبار الشعراء في العصر العباسي، باعتباره مبدعاً، و رائداً من رواد الابداع البلاغي في الآن ذاته.
والأمر يختلف عن مجموعات أخرى لا يملك أصحابها من الرواة و اللغويين هذه التجربة الفنية، ولا الخبرة البلاغية التي تمتع بها ابن المعتز، مما يجعل اختياره ذا دلالة أسلوبية و هذا ما اريد ان اقف عليه.”
واستعرضت دراسة بن رجب معالجتها لظواهر البلاغة الأسلوبية على أساس القياس الكمي والإحصائي المرتبط بالسياقات المختلفة، و تحليل الوظائف المجازية الجمالية للنصوص، مما قد أتاح فرصة تعديل بعض الأحكام المعيارية البلاغية على ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأسلوبية النصية المحددة.
اقرأ أيضاً..أسعار رحلات العمرة في رجب وشعبان ورمضان 2024