حسين عبد العزيز يكتب :كيف ضاعت فلسطين ؟

 

إن مشكلة فلسطين هى أن أهلها ( العرب ) يتعملون معها بالعاطفة ، ولا يقدرون الموقف حق قدره لان العاطفى يقفد القدرة على التركيز ، والذى هو مبنى على العقل ..والعقل والعاطفة ضدان لا يلتقيان ابدا كما شريط سكه حديد .ومن هنا نذهب الى ما اوردته الشاعرة “فدوى طوقان ” فى مذكراتها ( عصبة التحرر الوطنى قد قررت على الموافقة على قرار القسيم ، وبعد قيام اسرائيل بدأ أعضاء الحزب الشيوعى الفلسطينى بقيادة المرحوم فؤاد نصار الأمين العام للجنة المركزية يطالبون بإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة التى نص عليها قرار الامم المتحدة فى ٢٩/ ١١/ ١٩٤٧ ).

وتم رفض الفكرة والعمل عكس التيار وقبل حرب ٥٦ طلب الرئيس التونسى ” الحبيب بورقيبى ” ، ودعى العرب الى قبول حل التقسيم لان إسرائيل هى أمريكا وامريكا هى اسرائيل ؟! لكن جمال عبد الناصر رفض الفكرة وبما انه كان عطفيا فقد تأثر به باقى العرب الى ان فاقوا على كارثة حزيران ٦٧ .
وضاعت فلسطين وارتفع الصراخ واصبحت قميص عثمان الذى يرتديه الكل من أصغر عيل فى اى حارة عربية إلى أكبر زعيم عربى يريد يأثر فى الجمهور العربى العاطفى ، الذى كان يصفق لام كلثوم وهو لا يفهم معانى الكلمات ، وينتشى لحديث الشعرواى العاطفى وهو حديث غير مفيد وضار جدا .لكن ما هو الحل وهذا حال الناس .

وتأتى مبادرة السلام بين مصر واسرائيل التى رفضها العرب وكان يمكن ان يعود حق الفلسطينيين كما اشترط السادات وهو يجرى الموفوضات ،لكن ضاعت الفرصة أيضا . وسوف تبقى ضائعة دمنا نبتعد عن العلم والمنهج العلمى فى التفكير ، ونرتكن الى معسول الكلام المخدر من نوعية هذا الموظف الذى وقف يخطب فينا الجمعة وقال فى مفتتح خطبته ” اللهم بفضل صلاتنا على نبيك اهزم اعدائنا ” او هذا الذى قال فى مفتتح خطبته ” دعهم يصنعون ، دعهم يخترعون ، ونحن لدينا أفضل مما لديهم سلاح الدعاء ” او هذا الخطيب الغنى جدا ولديه من الأموال ما يسد عين الشمس يبدأ خطبته بقوله ” نحن خلقنا لكى لنموت “.

إن مشكلة القضية الفلسطنية هى أنها قميص عثمان الكل يتعامل معه من أجل الاستفاده منها .
وقد استمر هذا المنهج متبعا الى الآن وبالطبع لا يمكن أن ننسى الشعار الذى يستخدم كقميص عثمان ” ع القدس ريحين بالملايين ”
وهذا يجعلنا نعيد النظر إلى قضيتنا بنظره اخرى ونبدائها بهذا التسائل (كيف للمهزوم ان يدخلها ، وهى مكافأة للمنتصر ؟!)

 

 

إن الإنسان يُعرف من قضيته ، فقل لى ما هى قضيتك أقول لك من انت ، إن كانت قضيتك هى الأكل والشرب وتربية الاولاد بعد الزواج ، فأنت يا عزيزى لا تذيد أو تختلف كثيرا عن الحيوانات فى شئ ، لأنها تفعل ذلك وأكثر بحكم قانون الغريزة الموجود داخلها . إذن أنت لم تأتى بجديد ليضاف اليك وإلى مسيرتك الحياته التى حصرتها فى الغرائز .

أما اذا كانت قضيتك هى انك تريد ان تترك اثر مادى ملموس فى تلك الحياة لكى تعرف من خلاله، كما قال لنا ذلك ١ جيالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، عندما أوضح لنا وهو يعلمنا كيف نكسب تلك الدنيا التى نحن نعيش فيها وقبل ان ننتقل الى الحياة الاخرى ( إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية علم ينتفع به أو ولدا صالح يدعو له ) ولكى يحقق الواحد منا احد الثلاثة لبد أن ينام الفجر ويستيقظ الفجر وأن يجرى ويسعى فى الدنيا حتى يتمكن من تحقيق واحدة من الثلاث ،ونفهم من هذا أن السعى فى الدنيا وكسبها مطلب دينى ، وأنا هنا تذكرت بعض أقول خطباء المساجد التى تدعو الى الفشل فى الدنيا ومن يفشل فيها يفشل فى الاخره انهم يدعون إلى عدم الإهتمام بالدنيا على أساس ان الدنيا رجس من عمل الشيطان لذا لبد من محاربتها بكل الوسائل والطاقات المتاحة.

 

١/ دعهم يصنعون دعهم يخترعون ، ونحن لدينا أفضل مما لديهم .. سلاح الدعاء
٢ / اللهم بفضل صلاتنا اهزم أعدائنا
٣/ ان الصلاة على النبى تسدد الدينى
٤ / ان من يهاجمون خطباء المساجد كمن يهاجمون الأنبياء والرسل
٥ / الاستعداد للموت يجب ان يكون جل همنا

 

وهكذا يصدر موظفو الأوقاف خطابا محبطا ، وضار بالدنيا ، واى شئ ضار بالدنيا فهو ضار بالدين .لان الدين ارسله الله لكى نسكب الدنيا التى إن كسبناها فكسبنا الاخرة .وهذا يعيدنا الى حديث الرسول الكريم الذى ذكرناه منذ قليل والذى يعلمنا فيه الرسول كيف نكسب الدنيا فنكسب الاخيرة وفى هذا قال أمير الشعراء أحمد شوقى بيتا من الشعر اتى قصيدته التى نظمها فى رثاء مصطفى كامل وكان عنوانها ( المشرقان عليك ينتحبان

” فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكُر للإنسان عُمر ثانى “.

 

وتلك الذكرى لا تتأتى الا من خلال ان يكون لدى الإنسان قضية مثلى يعيش من أجلها .
ونحن والحمد لله لدينا ثلاث قضايا كل قضية تجعل الواحد منا بطلا فى ذاته .

الاولى / الأولاد اللذين انجبنهم فى تلك الدنيا فلبد أن نعمل لهم وامامهم حتى نعلمهم حب العمل والسعى فى الدنيا ، ولا نتكاسل قط

.

القضية الثلاثة / والتى وجدت لكى تجمع العرب وتصنع منهم عنصر واحد وهدف واحد وطريق واحد .
انها اسرائيل
هذا العدو الذى يعمل جاهدا لكى يفترسنا ، ونحن ليس لدينا هدف أو رغبه سوى دخول الجنة ، فكيف للمهزوم ان يدخلها وهى مكافأة للمنتصر . ونحن انهزمنا فى جميع المجالات ، لاننا ليس لنا قضية نعمل ونعيش من أجلها .

القدس تلك هى القضية التى يجب أن يعيش لها الإنسان العربى فى هذا الزمان ويحمد ربنا على أن لدية قضية تدفعة إلى العمل والاجتهاد والأخذ بالاسباب لكى يحق قضيته لانه لكى يحققها لبد أن يتفوق فى جميع المجالات العلمية والعملية والعسكرية فإن حدث ذلك تفوق فى المجال الدينى لأن التفوق العلمى يدعو الى التفوق الدينى والتفوق الدين يحافظ على التفوق العلمى الذى هو الغاية من كل شئ
وهذا كله يجعلنا ننظر إلى القضية من زاوية اخر .وهى زاوية ” الذكاء الاصطناعى” لكن فى مقال آخر.

 

 

 

اقرأ أيضاً..رابط الاستعلام عن كود الطالب بالرقم القومي 2023-2024

إجابات كتاب المعاصر انجليزي للصف الثالث الثانوي 2024