تمتلك عزبة في الإبراهيمية.. كيف كانت تقضي كريمة مختار يومها في الريف؟

نشرت مجلة الكواكب قصة قصيرة للفنانة كريمة مختار تحكي فيها عن مغامرتها واليوم الذي قضته في العزبة التي تمتلكها في الإبراهيمية.

حيث وصفت الفنانة كريمة مختار الطبيعة الساحرة للريف المصري، ووصفت جمال اليوم الذي عاشته هناك بصحبة أصدقائها، وكذالك العقبات التي واجهتهم خلال الرحلة.

ونشرت المجلة هذه القصة تحت عنوان “تحت العاصفة للنجمة كريمة”.
وقد جاء نص القصة كالتالي:

الشتاء فى مصر جميل، والشمس عندما تطلع تكسو الحقول من ذهب، كل شئ فى شتاء الريف المصرى ساحر يستهوينى.

ولهذا قررت أن أقضى يوما أو يومين فى العزبة التى أملكها فى الإبراهيمية على بعد كيلوا مترات من الزقازيق.

كان معى بعض الأصدقاء بينهم الوجه الجديد ليلى شاكر، وكان معى زوجي وقدنا سيارتنا تجاه العزبة.

ذات صباح مبكر سارت السيارة على الطريق المرصوف بين صفين من الأشجار الشامخة، وحقول البرسيم تمتد على الجانبين كأنها بساط سحرى أخضر اللون، و أنفاس النهار الوليد تهب متأنية تحمل عبق زهور البسلة.

والشمس تستلقي فى دعة واستسلام، و كانت هناك كتل سوداء من السحب تزحف من الغرب ساعية تجاه الشمس المبكرة.

ولا أنكر أني بدأت أحس بالقلق وانا أراقب السحب السوداء وهى تكبر و تتكاتف.

فنحن فى ديسمبر، فى الشتاء فعلا ولكن لم يحدث بعد أن أمطرت الدنيا وسخر الأصدقاء من قلقي أن تمطر الدنيا فى ريف مصر وبين عزبتنا فى الإبراهيمية والطريق (الأسفلت) المرصوف الممتد من الزقازيق طريق زراعى مترب عشرة كيلوا مترات.

وكأننا كنا على موعد مع العاصفة فلم نكد ننحرف من الطريق المرصوف ونسير عدة مئات من الطريق الزراعى المترب حتى هاجت العاصفة و تفتحت عيون السماء عن سيل غزير من المطر.

و توقفنا بالسيارة حتى خفت حدة المطر، ولكنا فؤجئنا بأرض الطريق الزراعى المترب تتحول إلى برك من الوحل تعذر علينا اجتيازها بالسيارة.

فعلنا الكثير ، وكلما خلصنا عجلات السيارة من بركة موحلة، عادت فغرزت فى بركة جديدة.

ولم نجد حلا إلا بالاتيان ببعض الصبية من الفلاحين (لزق) السيارة.

واستغل الصبية الموقف فساوموا على الأجر، واتفقنا على أن ندفع لكل منهم عشرة قروش قبل بدء عملية ( الزق ) وعشرة قروش ثانية عند الانتهاء منها واستغرقنا ساعتين.

أنا و أصدقائى نسير خلف السيارة التى يدفعها الصبية ونحن نحاول جهدنا حتى لا يغرز أحدنا فى الوحل، و نعين بعضنا البعض ونحن ننظر ضاحكين.

وإلى جوار الطريق الزراعى الموحل كان يمتد خط قطار الدلتا، وعندما مر بنا القطار و رآنا سائقه على هذا الحال أشفق علينا، و أوقف القطار وعرض علينا أن يأخذنا معه، ولكني رفضت بإصرار.

أتعلمون لماذا؟ لأني كنت أرتدي بنطلون تحت المعطف وكنت أخشى أن يراني الفلاحون من ركاب القطار على هذا الحال فيستهزئون به.

وعلى الرغم من هذا كله، فقد انجابت العاصفة، و قضينا فى العزبة يوما تمتعنا فيه بالشتاء الساحر فى ريف مصر.

 

 

اقرأ أيضاً..الأسرار الخفية في علاقة حب إبراهيم ناجي و زوزو حمدي

سعاد حسني تكشف أسرار فشل فيلم ” الدرجة الثالثة”