الأسرار الخفية في علاقة حب إبراهيم ناجي و زوزو حمدي

نشرت مجلة الكواكب مقالا صحفياً تحكي فيه قصة حب الشاعر إبراهيم ناجي، والفنانة زوزو حمدي، وجاء هذا المقال تحت عنوان “شاعر الاطلال يعشق سكينة بطلة الرعب”.

وقد جاء نص المقال كالتالي:

قصص حب عاشها الشاعر إبراهيم ناجي

دخل الشاعر الرقيق إبراهيم ناجي حياة الممثلة السينمائية زوزو حمدي الحكيم شاهرا.. قلبه، وقلمه.

لم تكن زوزو هي أولى ملهماته ولم تكن آخرهن، لم تكن أول حب يدق قلبه ولم تكن أيضا آخر حب لكنها كانت أعظم حب في حياته.

الفارق بين عمريهما تجاوز 17 عاما كلاهما ينتمي إلى شهر ديسمبر برجهما واحد وقلبهما عاشقان.

قلبها لم يفتح أبوابه من قبل وقلبه لم يكن يوما منغلقا أحب الفنانة زينب صدقي فنظم في غرامها قصيدة وداع المريض.

وأحب الراقصة سامية جمال فكانت قصيدة (بالله مالي ومالك) ووقع في غرام الممثلة زوزو ماضي فألف قصيدته صخرة المكس.

ثم عشق الشاعرة( أماني فريد) فكانت قصيدة أمل وأحب العازفة الموسيقية أن غير أنعام فنظم قصيدة صولة الحسن.

نبذة عن حياة الشاعر إبراهيم ناجي

تخرج إبراهيم أحمد ناجي في مدرسته الثانوية بحي شبرا ليدخل كلية الطب ليتخرج فيها عام 1922.

ثم عمل طبيبا في مصلحة السكك الحديدية ومنها إلى وزارتي الأوقاف والصحة كان الشاعر إبراهيم ناجي يعيش من مرتبه كطبيب

ويعيش على قصائده كشاعر بزخ نجمة بعد أن ترجم لأول مرة أشعار شكسبير وبودلير ودموسيه ولا مرتين ذا عصيته بعد أن أصدر ديوانه الأول (زوراء الغمام ثم ليالي القاهرة) ومن بعدهما ديوان في (معبد الليالي و الطائر الجريح).

أصبح الطبيب الشاعر نجما فوق صفحات الجرائد والمجلات، وبين سطور دواوين الشعر، وداخل صالونات الفكر والأدب.

وبدأت تهف إليه فنانات مصريات وبدأ قلبه يتسع لحبهن واحدة بعد الأخرى وكان يرى في كل واحدة منهن جمالا تنفرد به عن غيرها.

كل إمراة من نساء الدنيا لها موطن للجمال لا يدركه غير قلب مرهف بين ضلوع رجل عاشق.

وكان وحي الشعر يغزو عقل ناجي مع كل حب جديد كانت الأبيات تنهمر فوق رأسه كالمطر وكان يسرع بالتقاط ورقة، أو حتى علبة سجائر ليكتب أشعار اللحظة التي يعيشها.

كتب في الفنانة نجوى سالم (آراك وأصغر قصيدة حب وخطها لها بقلمه فوق علبة سجائرها، فانصرفت دون أن تعيد له علبة السجائر التي ظلت تحتفظ بها حتى سكرات الموت.

بداية قصة حب الشاعر إبراهيم ناجي والفنانة زوزو حمدي

لكن حكايته مع زوز وحكاية حبها بعنف منذ النظرة الأولى، حيث أحب صورتها قبل أن يسمعها وأحب عينيها قبل أن تبادله نظرات الهيام.

لم تكن زوزو حمدي الحكيم تحظى بجمال الذي تحظى به فتيات الأحلام و ملهمات الشعراء.

فلم تكن ساحرة العين، ولا طويلة الشعر، ولا ذهبية الخصال، ولا حلوة التقاطيع.

لكن ناجي كان يبحر فيما وراء الملامح والشعر والعينين كانت سفينة غرامه لا تبحث عن الموانئ التقليدية المبهرة بالإعتاد العوم في بحاره تؤن فيه الرياح ضاع فيها المجداف و الملاح.

قصائد الشاعر إبراهيم ناجي في حب الفنانة زوزو حمدي

زارته زوزو في عيادته وأدمنت الزيارات كان ناجي يدون قصة حب لها كلما زارته يتوارى خلف الفحص الطبي.

كانت يكتب لها خلف روشتة الدواء بعد شهر واحد من ترددها عليه.

وقال يا حبيبة زرت يوما أيكة طائر الشوق مغني انمي لك أبطاء المذل المنعم وتجني القادر المحتكم، وحنيني لك يكوي أضلعي، والثواني جمرات،
وفي دمي، وفي زيارات أخرى.

كتب لها يصور غرامها قائلا هل رأى الحب سكارى مثلنا.

وكتب خلف إحدى روشتاته يصور موقفا آخر من غرامها، فقال: ومشينا في طريق مقمر تعدو الفرحة فيه قبلنا، وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا، فسبقنا ظلنا.

قصة قصيدة الأطلال

ويمر عام وراءه عام والحب الكبير يعصف بقلب الشاعر الرقيق وينساب نغما في رسائله إلى ملهمته الفنانة زوزو حمدي الحكيم حتى يتفرق يوما وما زالت قصيدة الأطلال بلا نهاية أبيات عندها وأبيات ما زالت في علم الغيب.

إلى أن جاء يوم صنعت فيه الصدفة لقاء خاطفا بين ناجي وزوزو داخل أحد محال الزهور كان هو مع زوجته وكانت هي مع ابنتها حالة بينهما قيود صنعتها الأيام وعلاقات الزواج.
زوجة ناجي وابنة زوزو ورغم ذلك تحرك قلب الشاعر الكبير بعد أن مر اللقاء هادئا وهو الذي كان بالأمس بركانا منارا لم يتبادل كلمة واحدة.

كلا منهما عاد إلى بيته زوزو لا يبرح خاطرها طيف زوجة ناجي وناجي يحترق ويكتب الأبيات التي من أجلها القدر حتى كان هذا اللقاء.

أمسك سماعة التليفون وراح ينشدها لزوزو الحكيم يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بإيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء فإذا أنكر خل في خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته لا تقل شيئا فإن الحظ شاب.

ابتعدت الفنانة الكبيرة زوزو حمدي الحكيم عن الأضواء كثيرا في سنواتها الأخيرة تفرغت لإحتضان ابنتها الوحيدة لكنها لم تنف يوما حكايتها مع الأطلال.

وأخيرا وقبيل وفاتها بدأت تبوح بالآثار وكانت تتمنى ألا تنشر في حال حياتها.

قصة حب إبراهيم ناجي و زوزو حمدي

تقول زوزو حمدي الحكيم تظل قصتي مع الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي، من أشهر القصص لن أقول قصص الغرام لأنه لم تربطني بناجي أي علاقة حب.

الحكاية كلها بدأت عندما كان يأتي إلى المسرح الذي أعمل به يشاهد ويتابع أعمالنا الفنية لإهتمامه بالفنون مثل إهتمامه بالطب.

ثم تولى بعد ذلك مهمة علاج أعضاء الفرقة ومن هنا بدأت العلاقة تتوطد بيننا خاصة بعد مرض والدتي أخذ يتردد على منزلنا لعلاجها، ونحن نتردد على عيادته وبعدها أصبح صديقا لنا.

زوزو حمدي صاحبة قصيدة الأطلال

وتكمل زوزو حديثها، قائلة ” في إحدى المرات سمعت أغنية السيدة أم كلثوم الجديدة الأطلال، وإذا به اكتشف أنني قرأت هذه الأبيات من قبل لكن أم كلثوم تغنيها بطريقة مختلفة.

عدت إلى الروشتة التي كان يكتبها ناجي لوالدتي وجدت كل بيت من أبيات القصيدة على كل روشتة من الروشتات و يناديني فيها بزوزو، أو حياتي أو صديقتي الحبيبة، أو صديقتي المقدسة.

لا أنكر أنني بادلته ببعض أبيات الشعر لكنه ليس كشعر الغرام الذي يكتبه لي وهذا لولعي بالشعر وإحساسي العالي به.

ناجي لم يكن يكتب الشعر لي فقط بل كتب في إحدى المرات لواحدة غيري.

وعندما سألته عن صحة هذا الخبر أرسل لي رسالة من ثماني صفحات يقول فيها في آخر جزء فيها:

“لو كنت أحببتها فعلا لرأيت أنت ذلك لأنك أيتها العزيزة تكشفيني بثلاث عيون عين المرأة وهي وحدها تكفي وعين الذكاء النادرة وهذه تكفي، وعين الصديق الحبيبة التي تحب أن تعرف إلى أين امتد.

ويمتد ظل هذا الصديق وهذه عين جبارة ثم تستطرد زوزو الحكيم قائله:

“واختتم ناجي رسالته قائلا لي إذا استطعت أن أكون الدليل الذي يريك الفن والجمال والخير والحق والنبل، فأنت أعطيتيني ذلك القليل وأنا كنت لك ذلك الدليل فأنا استعنت بروحك السميع على آدميتي.

وأنا استطعت أن أملأ عليك حياتك فشعرت بالعزة و الإستغناء يوم ذلك نكون أربابا يا زوزو ويبقى حبنا.

يجوز أني أحبك لكن صاحبة الأطلال أحبت رجلا آخر غير ناجي.

جانب من حياة الفنانة زوزو حمدي

تزوجت مرتين من فارس الصحافة الكبير( محمد التابعي) الذي كان زوجها الأول، ولكنهما افترق لأن كلاهما كان مشغولا عن الآخر بعمله.

ثم تزوجت موظفا كبير من بعده اسمه( حسين عسكر) ابن عائلة كبيرة زوجا ومال أحبته بجنون وها هي تقول عنه عشت معه أسعد وأجمل أيام عمري.

مع( حسين عسكر) هو صاحب القلب الوحيد الذي أخلصت له و أخلص لي ابتعدت عن الناس جميعا واكتفيت به وبحبه الكبير وباحتوائه لي.

و اعتزلت التمثيل للتفرغ له بعد أن امتلك روحي وقلبي وعقلي برجولته، و شهامته، وقوة شخصيته، وقوة ثقته في نفسه.

لكنه مات قبل أن اتخذ القرار، لم يكن زوج الفنانة الكبيرة يغار من حب ناجي.

غيرة زوج زوزو حمدي من إبراهيم ناجي

تقول زوزو حمدي الحكيم بالحرف الواحد كان زوجي يقرأ قصائد ناجي التي أرسلها لي وخطابات الحب التي يلاحقني بها وما كان ليغار منه، لأن ناجي ماض وانتهى.

وثانيا لأن ناجي كان هزيلا ضئيلا نحيلا لا يملأ عين إمرأة ولا يثير غيرة رجل فقد كان شاعرا غير عادي وروحا شفافة.

وصف الكاتب مصطفى أمين للفنانة زوزو حمدي

وذات يوم وصف الكاتب العملاق الراحل مصطفى أمين زوزو حمدي الحكيم وقال:

“إن في مصر رجالا تنشق عنهم الارض في الأزمات حتى لو كانوا زوزو حمدي الحكيم فلماذا وصفها الكاتب الكبير بتلك الشهامة متقطعة النظير؟.

فضل الفنانة زوزو حمدي على الصحافة

يحكي لنا مصطفى أمين قائلا: “زوزو حمدي الحكيم لها فضل كبير على الصحافة المصرية أحبها الأستاذ محمد التابعي حبا كبيرا وتزوجها ثم بدأ البعض حمله على هذا الزواج.

وانتهت بطلاق التابعي من زوزو الحكيم بعد شهور قليلة من الزواج.

وحدث بعد ذلك أن خرجت، وخرجت أنا و التابعي من مجلة روز اليوسف.

وتصور التابعي أن صديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب سوف يقرضه مبلغ 200 جنيه لتكون رأس مال مجلة جديدة.

ولكن (عبد الوهاب) تهرب منا وضاقت الدنيا أمامنا وفجأة وصل الأستاذ محمد التابعي خطاب من مطلقته زوزو حمدي الحكيم، تقول له فيه:

“لقد كان من أمانينا أن نصدر مجلة، أنا عندي مجوهراتي وثمنها 200 جنية أضعها تحت تصرفك لتبدأ بها المشروع الذي تمنيته لك.

ويكمل مصطفى أمين قائلا: “أن هذه الرسالة النبيلة كان لها فعل السحر في قلبي إنها فعلت فينا أكثر من مليون جنيه.

وصحيح أن طلعت حرب أقرضنا من بنك مصر 200 جنيه بدأنا بها آخر ساعة ولكن خطاب زوزو حمدي الحكيم لم أنساه يوما لم تلهمنا زوزو حمدي وحدنا.

ولكنها ألهمت شاعرا من أكبر شعراء مصر والدكتور إبراهيم ناجي، وقد لا يعرف كثيرون أن أغلب قصائد الغزل التي نظمها إبراهيم ناجي كانت من وحي حبه لزوزو حمدي الحكيم.

وقصيدة الأطلال التي تغنيها أم كلثوم هي وصف ناجي لقصة غرام مع زوزو وقد كتب بعض أبيات هذه القصيدة بأحمر شفاهه.

لكن ماذا يقول الشاعر الكبير إبراهيم ناجي، عن قصة حبه وعن الأطلال وعن زوزو حمدي الحكيم وعن نفسه.

نهاية قصة غرام إبراهيم ناجي و زوزو حمدي

لخص الشاعر الكبير ناجي حياته و غرامه بزوزو الحكيم قائلا بالحرف الواحد:

“هي قصة اثنين رجل وإمرأة تحاب ثم افترقا فهي أصبحت أطلال الجسد وهو أصبح أطلال روح”.

 

 

اقرأ أيضاً..كذب ونفاق.. حكايات فايزة أحمد مع الشائعات والأصدقاء

أدعية دينية رددها فنانين زمان في مناسبات مختلفة