طارق عزام: فوزي بجائزة روايات مصرية للجيب شهادة ميلاد.. وهناك طفرة في السيناريوهات المصرية (حوار)

فاز السيناريست والكاتب طارق عزام بالمركز الأول في مسابقة روايات مصرية للجيب فرع السيناريو، وهي المسابقة التي استضاف المسرح الصغير بدار الاوبرا فعالياتها تحت رعاية وزيرة الثقافة، وحول الفوز والسيناريو التقينا طارق عزام وكان هذا الحوار..

ماذا تقول عن فوزك بالمركز الأول في مسابقة السيناريو والحوار في روايات مصرية للجيب؟

سعادتي لا توصف بالفوز في مسابقة روايات مصرية للجيب. واعتبرها بمثابة شهادة ميلاد جديدة. التكريم من دار نشر عريقة مثل المؤسسة العربية الحديثة ومشروع رائد مثل روايات مصرية للجيب هو تكريم له قيمة كبرى وأهمية خاصة، خصوصا بالنسبة لي كقارئ مخلص قديم لكل إصدارات الدار، وخصوصا كتابات الراحلان د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق.

في رأيك ما الذي تقدمه الجوائز للمبدعين.. وما مدى أهميتها في بداية الطريق؟

الجوائز والمسابقات الفنية والأدبية عموما تذكي روح الإبداع والمنافسة الشريفة، خصوصا إذا كانت لجان التحكيم من النقاد الكبار والأدباء المحترفين، فتكون المسابقة بمثابة فرصة ذهبية للمبدعين للحصول على تقييم نقدي بناء لثمرة مجهودهم، وهو تقييم ذو أهمية لتوجيه الكتاب والفنانين في بداية طريقهم، فنحن في عصر السوشيال ميديا والترند، ويمكن للمبدع ان يصل بسهولة ويسر لأكبر عدد ممكن من الجمهور، لكن الترند والجماهيرية وحدهما لا يصنعا فناً أصيلا منضبطا، ووجود رأي نقدي ناضج وأكاديمي هو أمر شديد الاهمية، وهو ما توفره مثل هذه المسابقات الكبرى.

ما هي رؤيتك للسيناريوهات المصرية في الفترة الأخيرة ومن الذي يعجبك من الكتاب؟

هناك طفرة ملحوظة مؤخرا في السيناريوهات المصرية من حيث الأفكار والموضوعات، وهناك رغبة في منافسة الانتاج العالمي. لكن طبعا ثقافتنا الشرقية المحافظة تضع حدودا أمام المبدع المصري، على عكس نظيره الغربي الذي يتمتع بمساحة حرية أكبر بطبيعة الحال، لكن حتى في ظل القيود تبدع الأقلام المصرية وتجود قرائح المبدعين.

وبفضل تطور تقنيات الإخراج والجرافيكس صار لدينا نصوصا تتناول مواضيعا كان يتجنبها المنتجون سابقا لضعف الإمكانات المادية. لكن اليوم صار لدينا نصوص الاكشن والمغامرات والخيال العلمي والفانتازيا، وصارت تقدم على الشاشتين الكبيرة والصغيرة بشكل عصري لائق.

فأنا متفائل بشكل عام وأرى أن القادم أفضل ويحمل المزيد من التنوع. شخصيا تعجبني أعمال د. تامر إبراهيم ود. محمد سليمان عبد الملك وأحمد مراد.

السينما كقوة ناعمة كيف نستغلها بشكل امثل حتى نصدر رؤيتنا وهويتنا للخارج؟

بالتأكيد السينما والتليفزيون ومنصات الإنتاج الفني كلها من أهم أدوات القوى الناعمة، ويمكن استغلالها سياسيا لتغيير وعي المشاهدين. كلنا مثلا نذكر أزمة وثائقي نتفليكس عن “كليوباترا” الافريقية السوداء وكيف أثار حفيظة المشاهدين في مصر واليونان بعد عبثه بمسألة العرقية واللون لمجاملة فئات معينة من المشاهدين على حساب الحقائق التاريخية. إسرائيل أيضا لا تتوانى عن إنتاج أعمال تصدر وجهة نظرها وتجمل صورتها في عيون المشاهدين.

وفي رأيي مواجهة موجات غسيل الدماغ هذه لا تكون بالمقاطعة ومنع العرض، بل تكون بإنتاج أعمال فنية محلية، لكن بمستوى عالمي، تبرز الحقائق من وجهة نظرنا، فنحن الأولى بأن نحكي تاريخنا وواقعنا بدلا من ترك الغرباء والمغرضين يحكون قصتنا نيابة عنا.

في النهاية ما هو حلمك بعد فوزك بجائزة مهمة مثل جائزة روايات مصرية للجيب؟

حلمي هو أن يشاهد عملي الفائز النور ويحظى بفرصة النشر، وأن تصدر لي أعمال أخرى مستقبلا تنال استحسان الجمهور والنقاد، وأن يحظى كل المبدعين المصريين والعرب بفرصة مماثلة.

 

اقرأ ايضًا:

محرم فؤاد: الموجي انتزع اللقمة من فمي..وعبد الحليم من نفس العصر (حوار)