حمدى البطران يجرى قراءة في “سوق العايقة” لـ علا عبد المنعم

دائما قراءة الروايات النسوية تضفي مزيدا من البهجة على مشهد القراءة، السرد النسوي عالم مركب وخليط من الطبيعة الأنثوية التي تميل الى الحديث عن بنات جنسها ومشكلاتهن، غير ان الكتابة النسوية لا تخلو من الأسئلة الصعبة التي تتصل بحرية المرأة وهويتها وسط عالم يناصب المرأة وثقافة لا تتقبل كثيرا أن تعبر المرأة عن نفسها بحرية مطلقة. هناك مشترك انثوي في كل ما تكتبه النساء، في مصر أو حتى الأدب النسائي العابر للقارات يتمثل بذلك الشغف الذي يتخطى الزمان والمكان، ولا يعترف بالحدود مثل فاطمة المرنيسي وأليف شفاك والتشيلية ايزابيل الليندي وغيرهم.

دائما تعالج الرواية النسوية موضوعات تتصل بعلاقة الرجل بالمرأة على واقع له صله بحال المجتمع الحديث، وتختلف قدرة أي كاتبة روائية على مقدار ما تقدمة في كتاباتها من تماس مع الرغبة والشغف، والذي قد يحول دون النظر الى الواقع الذي لا يميل الى كشف الرغبات الأنثوية وكبحها.

إذا انتاب المرأة الخوف وهي تكتب، فأنها لا تبدع، وتصبح ضمن ما يعرف بالكتاب الرديئة، والغريب أن الكتابة الرديئة، تحت عباءة الأدب النسائي، انتشرت وتصدرت المشهد في مصر. وأصبحت تمثل ظاهرة واضحة، لها انتشار واسع.. وهي مجرد حالات فردية، وينطبق عليها ما ينطبق على هذه الحالات بوجه عام، من حيث تناثرها، ومحدوديتها ومن حيث قابليتها للتراجع والانحسار.

كما اختارت بعض الكاتبات ان تكتب عن كفاح طبقات معينة في الاستقلال عن سلطة الرجل كزوج او أب أو اخ .
الدكتورة علا عبد المنعم ابتعدت كثيرا عما يعرف بالأدب الرديء أو الكتابة التافهة، في عملها السرد ” سوق العايقة ” . اختارت نماذج نسائية مقهورة، اجبرتها صعوبة الحياة وقسوة المجتمع على السلوك المغاير بعيد حيث رصدت نماذج مختلفة لصراح المرأة في الطبقات الدنيا مع الظلم الاجتماعي الواقع من المجتمع ذاته أو او سلطة الرجل , ربما كانت تركيز الدكتورة علا في روايتها على فكرة المراة المخطئة.